- حسن عبدالوارث
وحده جيش الأرامل والثكالى واليتامى سيقود هذا البلد عمّا قريب ، لأنه وحده المتبقي في شرفات الانتظار وطرقات الانكسار ومنعطفات الرجاء الذابل
كاقحوانة الملح .
وحدي سأكون الشاهد على القنطرة المتهالكة فوق الجدول
الظامىء ، تجتازها قوافل النمل في رحلتها الى بياتٍ خريفي ممتد من نياط
الجرح الى سياط الوجع .
ووحدها هذه الوحدة ستكون خارطة مُطمَّسة الملامح في صندوق خشبي مُتشقِّق ، لا كنز فيه غير حفنةٍ من ترابٍ أسود وقبضة زعفران .
.
.
.
أين العَلَم ؟
– باعوه في سوق سَقْط المتاع !
أين النشيد ؟
– رهنوه بقرشٍ فضةٍ ورأس مَداع !
أين الوطن ؟
– دفنوه في خَبْت الرَُجاع !
.
.
.
في هذا اليمن … وفي هذا الزمن :
الحُكَّام لا يكتبون الشعر ..
والشعراء لا يَقْربون الحُكْم ..
واذا أختلَّت المعادلة ، كانت الفاصلة .
أختلَّت – يوماً – على جثة عبدالفتاح … ومنذها :
ظلت عصافير الندى تصوم ، كل نهار اثنين ، عن الماء الكامن في قلب العقيق ..
وفي الليل ، تتقاطر غيوم الرثاء الى مقبرة الشهداء .
.
.
.
سأحكي لكم حكاية ..
سأحكي لكم حكاية العجوز التي أستوقفت قاتل ابنها في منتصف الطريق لتسأله عن آخر كلمةٍ قالها قبل أن يلثم وجهه خدَّ التراب الأحمر ..
أعدكم بأن أحكيها لكم كاملةً ..
ولكن … حين أعود من الموت .