- سعيد الصوفي
قام الرحالة الإيطالي انزو مانزوني برحلة من عدن إلى صنعاء بدأها يوم 20
سبتمبر1877 ، ممتطيا بغلا مارا بقرية الشيخ عثمان بمنازلها المبنية من
الآجرّ،والسكان حوالي 200 نسمة، منطلقا مع مرافقة ” مقبل التعزي”عبر طريق
بير أحمد، الآمنة من قطاع الطرق، مرورا بالمحلة ونوبة هران والمقيبرة التي
وصفها ببلد الثوار،ولم يحدد طبيعة ثورتهم ولا ضد من، وقرية صبر التي وصفها
بأنها مبنية بالآجرّ، ثم واحة لحج “المكان الكئيب”،على بعد ساعة من الحوطة عاصمة لحج،”بلاد العبدلي” الممتدة حتى
الجبال الأولى،واصفا اللقاء بالسلطان العبدلي ” فضل بن علي ” صديق
الانكليز، وصداقته معه فيما بعد،وتحدث عن عادات اليمنيين كشرب القهوة
وطريقة صناعتها مشيرا إلى أن اليمنيين لا يصنعون قهوتهم من حبوب البن التي
يبيعونها ولكنهم يصنعونها من القشر بطريقتين، الأولى خاصة بالمناطق الحارة حيث يتم طحن القشرخشنا ويغلى على النار ويضاف إليه الكثير من البهارات
،والثانية خاصة بالمناطق الباردة والأغنياء، يترك القشر بدون طحن ويغلى على النار ولا يضاف البهارات إليه إلا نادرا.
كما يتحدث عن عادة التدخين
بالمداعة ” النرجيلة “، باستخدام أوراق التبغ التي تعد بطريقة بدائية مع
قليل من الماء ثم توضع في البوري مع الجمر على رأس المداعة المصنوعة من جوز الهند، ويشير إلى عادة تناول.” البردقان ” burdukan وهي عادة مأخوذة عن
الهنود كما يعتقد،ويصف طريقتها بوضع تبغ ناعم على راحة اليد ويبلل باللعاب
فيتحول إلى كرة صغيرة توضع بين لثة الأسنان والشفة السفلى. وعن التركيبة
الاجتماعية قال أن العرب يتألفون من ثلاث فئات : العربي والقبيلي
والبدوي،ولم يكن موفقا بتعريف البدوي قائلا انه هجين من الأصل العربي
والحبشي،كما هي حالته مع الكثير من التعريفات التي أوردها فنسب العبدلي
للعبيد،والحواشب للأرض القاحلة، والصبيحة للأرض السبخة…يتبع