- محمد ناجي أحمد
بمغايرة لنبوة عيسى بن مريم كانت النبوة المحمدية بنزول الوحي عند بلوغ الرشد والرشاد،وبعد عقود من التجارب الحياتية والسفر والبيع والشراء في الأسواق ،والعلاقات الاجتماعية،والاحتكاك والتفاعل بمختلف الشرائح والفئات ،ومعرفة بلدان الامبراطوريات في المدائن والشام واليمن والحبشة…
إنها نبوة الاكتمال والنضج الاجتماعي والعقلي،نبوة السير في الأرض
والأسواق والنظر والاستخلاص واستبصار الحقيقة،لا نبوة الطفولة والتكلم في
المهد،ولا نبوة القرابة الموسويةوعصبيتها العرقية وأوهام(الشعب) الذي اختار الله!
إنها نبوة الإنسان ،نبوة الإعجاز الاجتماعي بطفراته وتحولاته ،لا نبوة
الإعجاز الجيني ،نبوة العمل ومصادقة القول للفعل،التي تجعل من كلمة الناس
تجليا لكلمة الله ،وتمظهرا من تمظهراتها في الزمان والمكان …
إعلان رشد الإنسانية ،بإغلاق باب المعجزات المفارقه للعقل والمحسوس والمنطق،وتأسيس لزمن التكليف العقلي ،والجزاء الفردي لا العصبوي،(ولا تزر وازرة وزر أخرى)،(كل نفس بما كسبت رهينة)…فالعقل والفرد مدار الحكم والحساب ،فمان غاب عقله لسبب ما رفع عنه التكليف و(القلم)…
إنها نبوة الناس كافة ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)