- ضياف البراق
ثمة نوع من الاسترخاء يروق كثيرًا، ودائمًا، لذاتي: الإصغاء التام
للموسيقى. أُصغي الآن إليها، منغمسًا كليًّا في عالمها النقي، الخالص من كل شيء. لكَمْ يشعرني هذا الأمر براحة البال!
الموسيقى تعني لي عدم
التفكير. التفكير إضجار بشع يُنهِك الذات البشرية، والموسيقى علاج ضروري
تحتاجه دومًا هذه “الذات”، للخلاص من كل ما يُضجرها أو يسعى لتعكير صفوها.
أُصغي إليها بإرهاب تأمُّلي عميق، فأشعر بأني إله هذا الوجود برمته.
أَسأل وكُلِّي سكران بِكُلِّي: بِمَ تفكر الموسيقى حين تكون وحيدة، أي بلا ناس يصغون إليها؟
وأيضًا: بِمَ تفكر لحظة سماعنا لها؟
ألا تُصغي الموسيقى لنفسها، كما نُصغي نحن إليها؟
ترى ماذا سيحدث لو تُصغي الموسيقى، ولو للحظة، لنفسها؟!
ألا تحتاج هي أيضًا لنفسها، مثلما يحتاج الآخرون إليها؟
ترى أي نوع من الأصوات تحتاجه الموسيقى عندما تشعر بالضجر، أو عندما تحتاج للاسترخاء؟
الموسيقى، أجمل انتظار أمارسه في حياتي، وأتمنى لو أني أستطيع ممارسته بشكل دائم.
الموسيقى هي الانتظار الوحيد الذي لا يرهقني في هذا العالم المُنهِك والمُنهَك على الدوام.
الموسيقى هي الحقيقة الوحيدة التي لا أشعر بأي شك نحوها، ولا أجرؤ التطاول عليها ولو حتى بحرف.