- كتب: محمد العزعزي
رحل مبكرا الأخ والصديق الاستاذ التربوي وضاح علي عبدالرحمن شمسان المقطري يوم 18/9/2019 م في عاصمة عبدالناصر القاهرة بمصر العروبة حاملاً معه آلاما جسدية جسيمة بسبب مرض السرطان المفاجى الذي غزا كل أجزاء جسمه ولم يمهله ..منذ اكتشافه حيث كان يعاني آلاما عظيمة كما توجع لحرق وتدمير وطنه اليمني والعربي فاليمن تدفع دما ودموعا بخيرة الشباب كما أن المرضى من أبناء هذا الوطن يرحلون إلى البلاد البعيدة سعياً وراء الاستطباب بحثا عن ترياق يداوي الاجساد .
(43) عاما طويت صفحاتها المفتوحة، لتترك قلوباً يعصرها الحزن والألم على فقدان انسان في عز الشباب من خيرة الرجال لذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون بقلب عروبي وحدوي وعقل ناضح وروح طيبة شفافة يجعلك تحترمه وتقدره ويقابلك بوجه يشوش وابتسامة تملأ الارض والسماء فتنجلي كل الهموم والأحزان.
ياوضاح لا سامح الله الحرب وتجارها القذرين الذين حولوا بلادنا الى قطعة من جهنم ومقبرة كبيرة تلتهم حياة البشر في الجبهات والضربات الخاطئة والنيران الصديقة ونيران اصحاب الكهف والجحيم القادمين من خلف العالم وهذه الحرب الملعونة زادت الوضع الصحي سوءاً بانتشار الأمراض والأوبئة بين الناس الذين لا يجدون رعاية ودواء ومن قلوبنا توجعنا عليك ياوضاح وعشنا لحضات الالم هنا وهناك في القاهرة وعشنا اسابيع القلق وأنت تتجرع الكيماوي لا سامحه الله.
وضاح كغيره من ابناء هذا الوطن عاش يبحث عن التغيير من اجل وطن يتسع للجميع وعلى المستوى الشخصي في حياته احدث تغيرات في علاقاته الاجتماعية فكان ترمومترا للتقارب مع الآخرين لاحتواء ما قد يطرأ في العلاقات مع الآخر فيتحول الى مهندس للقلوب فيجبر الخواطر.
التغيّر على المستوى الشخصي كان عنيفًا في أيامه الأخيرة كون المرض لم يترك له مجالا لاستيعاب ما حل به ومع ذلك واجهه بقوة ولم يستسلم فكانت روحه المعنوية مرتفعه املا بالشفاء وفي عينيه علامات التعجب وفي عقله وكلامه التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري خدمناه بدمنا وعرقنا ودموعنا فحافظوا عليه فهو أمل الأمة وهو الضمير الحي الحاضر الحاضن لمشروع الامة للخروج من هذا التيه الذي تعيشه الأمة المنكوبة .
مات وضاح وهو مؤمنا بالله، لكنه كان كافرا بتجار الحروب وسماسرة تجارة البشر والدماء اليمنية الزكية ومع ذلك كان يقاوم الألم، والوجّع الشديد مدة اربعة اشهر دون أن يعلم احدا ما بداخلك حتى تم اكتشافه في وقت متأخر ةومع ذلك بحث عن بلسم لمواصلة الحياة ولم يكن الفضاء يسمعه فيناجي ربه بالشفاء حتى أن ايامه الأخيرة تحولت لا الليل فيها ولا نهار.. نم ياعزيزي بهدوء أيّها القلب الكبير بصمت وسكون في عالم الخلود بين يدي من لا يظلم عنده احدا.
كان يعرف أن الناس يشعرون به لأن حياته كانت مزيج بين الكفاح والعمل والبحث عن الخير والعدالة لتغيير الواقع فكان يزرع الحب والحنان فيمن حوله وكانت براءة الحب أقوى صفة تميزه عننا جميعا وفي الأيام الأخيرة استطاع السرطان وجرع الكيماوي أن تغير مزاجه لا سيما وهو يبحث عن الصحة في الأرض البعيدة عن الوطن الكارثة حتى فاضت روحه الى خالقها ووصل الى التربة بتعز في تابوت صباح الجمعة لنلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة وتم الصلاة عليه بالجامع الكبير الذي لم يتسع للمصلين وبموكب جنائزي مهيب شيعته الجماهير الغفيرة التي جاءت من كل حدب وصوب لتواري جسده الثرى في لحظة فراق حزينة.
رحل إلى من يشعر أنّ الرحمة والحبّ عنده وحده عظيم الشأن والرجاء بل رحل إلى الرحمة والحب والراحة وبرحيله المبكر فقدنا اهم الرموز الاجتماعية والسياسية والتربوية في المقاطرة والشمايتين.
نم قرير العين فجنات وود وعبدالناصر في حدقات عيوننا وعلينا أن نشارك أهلك وذويك وإخوانك ورفاق دربك وكافة المحبين احزنهم وندعو الله أن يتغمدك بواسع رحمته ويدخلك فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان “وكل نفس ذايقة الموت “وانا لله وانا اليه راجعون.