- وليد جحزر
دوى ملعب المواجهة الكروية بترديد عبارة بالروح بالدم نفديك يايمن.. وتوهجت معها مشاعر الفرح اليمني التواق لكل لحظة سعادة .
كرة القدم اصبحت نافذة للتنفيس لكل هذه الهزائم اليومية التي تحيط بنا على كافة الأصعدة .
تنجح المنتخبات اليمنية هذه الأيام في توحيد المشاعر الوطنية بامتياز في
التوقيت الذي يخفق فيه الساسة أصحاب المشاريع الشخصية والصغيرة.
جاء
هذا المنتخب من عمق الوجع اليمني من المدن المتشظية بالحروب والحصار
والدخان، ومع ذلك تؤكد الموهبة اليمنية قدرتها على اجتراح المستحيل وهي تواجه منتخبات وفرت لها كافة الإمكانيات ومختلف سبل الإعداد .
كانت التسديدة الكومانية التي افلتت من بين أصابع حارس قطر منصفة وهي تلج من بين قدميه الى المرمى لتعود بنا الذاكرة الى زمن صراخنا التقليدي في
حوارينا اليمنية ” من تحت العانة مجنانة” .
المنتخب القطري ظهر بصورة
قوية للغاية ولديه شخصية واضحة في الملعب بينما اتسم اداء لاعبينا بالندية
والمهارات الفردية وحسن استخلاص الكرة ، لكن التركيز امام مرمى قطر غاب في
أكثر من فرصة محققة، وفي لحظات عديدة اختفى يقين الثقة في هز الشباك ويبدو
ان الاهداف العشرة في مرمى بوتان جاءت بنتيجة عكسية على نفسية اللاعبين
الذين كادوا ان يضيعوا الصدارة من بين أيديهم.
يحتاج منتخبنا للناشئين لمزيد من التشجيع المعنوي والنفسي ومعالجة بعض الاخطاء الفنية ليواصل
عطائه بنفس الروح ويحقق التأهل لنهائيات ٢٠٢٠ . نحن ممتنون للغاية لاقدام
اللاعبين في منتخب الناشئين والمنتخب الأول الذي تعادل مؤخرا مع السعودية
،وحدهم هؤلاء الرائعون من يسعدونا في زمن التيه، يقفون في وجه الريح ،
يركضون على مساحات الحلم يوحدون مشاعرنا في الشتات ويعيدوا لشفاهنا
وارواحنا عذوبة التغني بإسم اليمن !!