كان رامي ذو العشر سنوات تقريباً، كعادته يلعب ويعيش أجواء العيد مع أصحابه ، وبينما هو كذلك اختاره القدر العبثي مساء يوم الأحد الماضي 18/8 برصاصة (راجعة) من إحدى الأعراس القريبة سكنت جمجمته ، حيث تحولت الأعراس هناك إلى مناورات حربية.
تم نقل رامي إلى مستوصف الرحمة المتواضع بقرية الأصابح فقام الدكتور كعادته بعمل ما يمكنه بحسب الإمكانيات المتوفرة لديه وضمد الجرح وأشار بضرورة نقله إلى مستشفى خليفة بالتربة ..
نقل رامي إلى التربة وهو في حالة صراع مع الموت لكن مستشفى خليفة هناك اعتذروا عن امكانية اسعافه لعدم وجود ما يلزم حتى للإسعاف الأولي ومعرفة نوع الاصابة، وبدورهم أشاروا بسرعة نقله إلى تعز المدينة ..
في الطريق إلى المدينة وتحديدا في منطقة البيرين كانت الميليشيات المسلحة تتصارع هناك ومنعت أسرة الطفل من العبور لإنقاذ طفلها الذي فارق الحياة هناك شهيدا شاهدا على واقع الحال وما آلت إليه مديرية كانت تشكل العمق الشعبي الوطني والمدني والثقافي للمدينة الحالمة عاصمة الثقافة لليمن الموحد ..
هكذا قتل رامي.. المرة الأولى برصاصة الانفلات الأمني الحاصل وانتشار السلاح وجنون الميليشيا الجريمة التي يتحملها ادارة أمن مديرية الشمايتين ممثلة بمديرها العقيد عبدالكريم السامعي المسؤول الأول في ضبط الأمن وحماية المواطنين.. المسؤول الأمني الذي تصر القوى الميليشاوية اليوم على بقاءه في المنصب عبثا ليس لأن البديل هو الأخر غير جدير بالمنصب وانما لاستمرار الوضع كواقع يمنحها شرعية لمزيد من العبث..
وقتل مرة ثانية بفساد إدارة مستشفى خليفة العام بالتربة ممثلة بمديرها العام الدكتور عبدالرحمن الصبري
والذي ظل يعمل جاهدا _مع الأسف_ في تأسيس وافتتاح معاهد صحية خاصة ومستوصفات وذلك كاستثمارات خاصة به على حساب المستشفى التي أصبحت مقلبا للقمامة وفساده الكبير .
ومن هنا.. لم يكن رامي الضحية الأولى .. وبالتأكيد لن يكون الضحية الأخيرة .. طالما والوضع يزداد سوءا مع فساد السلطات المحلية وغياب الشعور بالمسؤولية حتى في أوساط مكونات المجتمع نفسه ناهيك عن تصاعد حدة التوتر هناك بين الجماعات المسلحة وانتشار السلاح والانفلات الأمني الشاخص.