ما هو الرعاف (نزيف الأنف)؟
يقصد بالرعاف نزيف الدم من الأوعية الدموية الموجودة داخل الأنف، وهي أوعية هشة وسطحية يمكن أن تنزف بسهولة.
يقسم الرعاف إلى نوعين أساسيين وهما، رعاف أمامي ورعاف خلفي، وذلك بحسب توضع الأوعية الدموية النازفة سواءً في مقدمة الأنف أو في القسم الخلفي منه. ويعتبر الرعاف الأمامي أكثر شيوعًا وأقل خطورة من الرعاف الخلفي.
كما أن الرعـاف المفاجئ وغير المتكرر يعتبر أمرًا غير خطر في معظم الحالات، بينما ربما يعبر الرعـاف المتكرر والمستمر عن مشكلة أكثر خطورة.
ما هي أسباب الرعاف
في الحقيقة، توجد أسباب عديدة وكثيرة للرعاف سواءً الأمامي أو الخلفي، ومنها:
- التعرض للهواء الجاف، وذلك بسبب السكن في منازل ذات تدفئة مركزية أو في مناطق حارة وجافة. حيث أن جفاف الأنف يسبب تشكل قشور داخل أنف تنزف بسهولة لدى محاولة إزالتها.
- تناول الأدوية المضادة للهيستامين والأدوية المضادة للاحتقان بشكل متكرر.
- هزّ الأنف بشكل متكرر.
- وجود أجسام أجنبية داخل الأنف.
- التخريش الناتج عن استنشاق مواد كيميائية.
- تحسس الأنف.
- الرضوض والإصابات على الأنف.
- العطاس المتكرر.
- العبث بالأنف ومحاولة تنظيفه بشكل متكرر.
- تناول جرعات عالية من الأسبرين.
- التعرض للهواء البارد.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطرابات تخثر الدم.
- الأورام داخل الأنف.
كيف يتم تشخيص الرعاف ومتى يجب زيارة الطبيب؟
لا تحتاج معظم حالات الرعاف إلى أي استشارة طبية، حيث أن معظم الحالات تتوقف من تلقاء نفسها عبر اتخاذ تدابير بسيطة في المنزل. أما إذا استمر الرعاف لأكثر من 20 دقيقة دون أن يتوقف، أو إذا حدث بشكل متكرر، فحينها لا بدّ من استشارة الطبيب بأمراض الأذن والأنف والحنجرة للتأكد من عدم وجود مشكلة ما تحتاج إلى علاج.
عند زيارة الطبيب سيقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة عن شدة الرعاف ومعدل حدوثه ووجود أية أسباب ربما تقف خلف المشكلة والأدوية التي تقوم بتناولها، كما سيقوم بإجراء فحص بسيط للأنف للتأكد من عدم وجود جسم أجنبي أو لاكتشاف سبب الرعاف.
كما ربما يلجأ الطبيب إلى إجراء بعض التحاليل الدموية والاختبارات الطبية لتحديد سبب الرعـاف مثل تحليل تعداد الدم الكامل CBC واختبارات تخثر الدم مثل PTT وكذلك ربما يجري تنظيرًا للأنف بمنظار خاص أو يطلب إجراء صور شعاعية مثل الطبقي المحوري وغيرها.
كيف يمكن إيقاف الرعاف وعلاجه؟
كما ذكرنا، يعتبر الرعـاف الأمامي هو الشكل الأشيع من الرعاف، وهو مشكلة غير خطرة يمكن للمريض أن يسيطر عليها بنفسه في المنزل عبر اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة.
في حالة الرعـاف الأمامي:
يُنصح المريض عند بدء الرعاف بالضغط على الجزء الأمامي الرخو من الأنف بأصابعه، وإغلاق فوهتي الأنف بإحكام، بالإضافة إلى إمالة الرأس نحو الأمام قليلًا، بينما تعتبر إمالة الرأس نحو الخلف سلوكًا شائعًا وخاطئًا حيث أنه يؤدي إلى ابتلاع الدم وتخريش المعدة. ويجب على المريض أن يحافظ على هذه الوضعية لمدة 10 دقائق ومن ثم رفع اليدين عن الأنف للتأكد من توقف الرعـاف، وإذا لم يتوقف يمكنه تجربة الأمر مرة أخرى، وفي حال عدم توقف الرعاف فلا بدّ من استشارة الطبيب.
كما يمكن للمريض أن يجرب وضع كمادات باردة على ظهر الأنف، أو استخدام البخاخات الأنفية المضادة للاحتقان وفقًا لتوصيات الطبيب وتعليمات الاستخدام.
في حالة الرعاف الخلفي:
يعنبر الرعـاف الخلفي مشكلة أقل شيوعًا وأكثر خطورة من الرعاف الأمامي، وفي هذه الحالة ينزف الدم من القسم الخلفي من الأنف، وعادةً ما يسيل الدم نحو البلعوم ويشعر به المريض. وفي حالة الرعـاف الخلفي، لا يجب محاولة إيقافه في المنزل، وإنما لا بدّ من الاتصال بالطبيب المختص أو زيارة قسم الطوارئ في المشفى لاتخاذ التدابير المناسبة.
في حالة الرعاف المستمر والمتكرر:
إذا تكرر الرعاف بشكل مستمر وتبين بالفحص وجود وعاء دموي معين مسؤول عن هذا النزف المتكرر، فيمكن للطبيب المختص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة اللجوء إلى كيّ الوعاء النازف سواءً عبر استخدام التخثير الكهربائي الحراري أو عبر تطبيق مادة نيترات الفضة على الوعاء النازف.
كيف يمكنك الوقاية من الإصابة بالرعاف؟
توجد بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في منع أو تقليل حدوث الرعاف، ومنها:
- ترطيب هواء المنزل بواسطة أجهزة ترطيب خاصة.
- تجنب العبث بالأنف.
- ضبط جرعة الأسبرين بعد استشارة الطبيب المختص.
- عدم الإفراط في استخدام مضادات الهستامين ومضادات الاحتقان.
- استخدام بخاخات السيروم الملحي لترطيب الأنف.
وأخيرًا، على الرغم من كون مشكلة الرعـاف المفاجئ تشكل مصدر ذعر للكثير من المرضى، إلا أنها غالبًا ما تكون مشكلة بسيطة ويمكن السيطرة عليها بسهولة ولا ترتبط بأي مشكلة جهازية خطيرة. في حين أن الرعاف الغزير والمتكرر والذي لا يمكن السيطرة عليه ربما يعبر عن مشكلة أكثر خطورة تحتاج إلى استشارة الطبيب المختص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة.