- د. قائد غيلان
الهدوء والثقة في النفس والموهبة هي الأسلحة الفنية للفنانة شروق محمد التي تؤدي دور ” نورية” في مسلسل ” غربة البن” وهي أسلحة سحرية، تسرق اهتمامك وتستولي على إعجابك. إنها فنانة محترفة، تعبّر عن مواقف الحزن والفرح دون الحاجة إلى الصراخ وتمزيق الثياب وملامح الوجه على طريقة إسماعيل ياسين أو محمد سعد. بإمكان المشاهد أن يقرأ حزنك العميق من نظراتك، وبإمكانه أن يعرف سعادتك الغامرة دون أن تصرخ بأعلى صوتك، هي إمكانيات فنية، موهبة يودعها الله فيمن يشاء من عباده الممثلين والممثلات، ولا يمكن أن تعوّض تلك الموهبة بالبلطجة والصراخ وتشويه الوجه وتمزيق الثياب. متى يفهم المخرج اليمني أن التشوّه ليس شرطا للتمثيل، وتكسير الأسنان ليس مقرراً إجباريا على أبطال المسلسلات. لقد ترك مخرج ” غربة البن” الفنانة “شروق” تؤدي دورها بسلاسة جميلة، لكنه كسر إحدى أسنان زوجها ” بطل المسلسل (مسعود) كعقوبة تواجهها فوق عقوبة معاناتها لاحقاً من غربته خارج الوطن، استكثر عليها أن تتغزل بشاب وسيم أو على الأقل سليم من التشوّهات، فكسر إحدى أسنانه ليجعله ” نصف زمبقة” التي تميّزت بسنتيها الأماميتين المسكورتين. لقد عانت الفنانة شروق كثيراً وهي تؤدي دوراً صعبا، فعليها أن تتغزل بزوج مشوّة، وتمضي بقية الحلقات تبكي على غيابه. لقد أتقنت دور المرأة المثالية، الصابرة مرتين؛ مرة وهي تكابد معاناة الشخصية، ومرّة وهي تقنع نفسها أن الشخصية التي تبكي من أجلها فعلا تستحق البكاء؛ خاصة وقد صوّره المسلسل جشعاً يسرق ” رِفد” صديقه، ويستولي حتى على حقه في السلام على المهنئين.