- إبراهيم الغزالي
نحن ننقد الشيء بقدر شعورنا نحوه بقدر ما له من تأثير علينا فالنقد دائما علامة تقدير “القصيمي”.
إنّ النقد للدراما اليمنية وبالأخص مسلسل ” غربة البن” ليس معناه التقليل والتشهير بالأخر، بل تقديراً منا لتلك الأعمال، ومدى ارتفاع وعي الجمهور اليمني بالفن والدراما .
إن لكل مسلسل ايجابيات وسلبيات، ولكن أن تطغى السلبيات على الإيجابيات فهذه بنسبة للمشاهد كارثة، بِنسبة لي عندما اقرأ منشوراً للكاتب محمود ياسين ينتقد فيه مسلسل “غربة البن” فأنا كقارئ عادي قبل أن اكون اعلامي أثق جيداً بها وبتلك النقاط التي استعرضها، وذلك بحكم مصداقية الرجل والمنطق والفكر الذي يحمله .
لأُعيد مشاهدة بعض حلقات المسلسل، مُدوناً بعض النقاط التي لربما تفيد طاقم فريق المسلسل، وتقم بتقبلها بإعتبار أن حاجتنا إلى النقد لا تقلّ أهمية عن حاجتنا إلى التطور للوصول الى البناء الدرامي الجيد، خاصة بمثل هذه الأعمال الفنية والتي كان ينبغي من مؤسسة الوافي عمل مرجعيات لها بإختيار شخصيات لها باع طويل بمجال الثقافة والدراما … هو فن مش نطحن !!
إن في المسلسل بعض من الإيجابيات منها ما يبدو جلياً اولاً الإعداد الجيد للمسلسل وإن كان هناك بعض القصور، ثانيا التصوير الإحترافي، ثالثاً الخلفيات الموسيقية والتي تم استنباطها من التراث في حالة تتطور ملحوظ للهندسة الصوتية .. أما عن السلبيات والتي استعرضها سريعاً وهي كالأتي :
اولاً : لا وجود للتحولات في البنية الدرامية ولا أثر للمتغيرات الزمنية، ولا استيعاب ذهن المشاهد لما يراد ايصاله من خلال القصة تخيل “منصور سعيد” في خلال عشرين دقيقة عاد للبلد ثلاث مرات !!، بينما غابت أرض العدين وبني حماد التي هي الأرض الزراعية للبن والرائدة في ذلك عن مخيلت الراوي والمؤلف والتي غنى معظم الفنانين لها .
ثانياً القصور الفنية بما أن المسلسل يتحدث تاريخياً عن الإغتراب في زمن البن، فأن معظم الشخصيات التي تم اختيارها لا تنسجم مع تلك الأدوار ولا مع محتوى النص للأسف.
ثالثاً لم يكن هناك للقرية عاقل، أنما تنقسم البيئة القروية الى رعية ومشايخ، سادة وعبيد .
رابعا : إن هذا العمل قد لخصته أغنية تم استعراضاها قبل أشهر للمنشد احمد حاشد ” البن والحب”، وكذا الكتابة الفنية سبق أن قام بها الصريمي.
خامساً: وفرة الأزياء وارتداء الملابس، وهذا يشتت ذهن المشاهد ويعطي انطباع سيء، حتى وإن كان الواقع نفس ذلك لكن لابد من النظر الى تلك الأزياء بما ينسجم مع تداخل اللقطات وانسجام الوكيشن” الموقع” بعين المتلقي.
خامسا : لم اشاهد مسلسل من قبل دون مخرج، في للحظة هروب من المسؤولية ليكن بطل الفيلم “عبد الوكيل” هو صاحب الرؤية الفنية … لم تحدث هذه الصفة في اية مسلسل أن يكون البطل هو المخرج في صفة غامضة !! اين المخرج وصلاح ولا راح يطحن .
واخيراً إن للمتلقي وللمشاهد عيون .